- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
فى سنة 1978 رجل التوقعات المحققه لذاتها وهو مارك سنايدر اتحد مع عالم آخر اسمه بيل شوان وقاموا بإجراء سلسلة من تجارب متقنه لفهم التوقعات المحققه لذاتها بشكل أفضل self-fulfilling prophecies من أجمل هذه التجارب هى noise gun experiment أى تجربة مسدس الازعاج.
فى هذه التجربة أحضر اثنين عادل و سامى ،وأخبرهم أنه جمعهم لأن هناك مسابقة بينهم وهى عبارة عن امتحان مكون من 24 سؤال ومن ينهى الامتحان أولا هو الفائز فى المسابقة ، لكن كل شخص منكم من حقه استخدام مسدس الازعاج ( مسدس الدوشه ) .. مهمة هذا المسدس هو ازعاج الاخر وارباكه بسبب الازعاج الذى يسببه .. من حقك يا عادل ان تستخدم مسدس الازعاج فى اول ثلاث أسئلة لكى تزعج سامى ، وانت يا سامى من حقك أن تستخدم مسدس الازعاج ( مسدس الدوشه ) فى الثلاث اسئله التاليه ..كل واحد يستعد الامتحان سيبدأ ..
فى التجربة سامى لا يعرف عادل ، وعادل لا يعرف سامى ، الاثنين أول مره يقابلوا بعض فى حياتهم !
الشخص المسئول عن التجربة بكل خبث ولؤم قال لسامى على انفراد أن عادل دماغه عنيده وممكن يفعل أى شئ لأجل المكسب والفوز فى هذه المسابقه !
فقرر سامى فى نفسه قائلاً :” اتغدى بيه قبل ما يتعشا بيا ” – مثل مصرى – أى أزعجه أنا الاول وأهزمه قبل ما يزعجنى هو ويفوز !
وبدأت التجربه وبدأ الامتحان !
أكثر من 60% من الناس الذين كانوا فى مكان سامى كانوا شغالين بمسدس الازعاج بشكل مبالغ فيه جدا !
وعادل غضب بشده بسبب هذا الازعاج الذى سببه سامى بمسدس الازعاج فى دوره ، فاستخدم مسدس الازعاج فى دوره أشد استخدام وضغط على زرار مسدس الازعاج بشكل منفر ، وبهذا السلوك كان قد أثبت على نفسه ما قيل لسامى من قبل !
الخلاصه إن سامى عندما توقع إن عادل سيكون عنيف تعامل معه بعنف ! ، عادل قرر يرد على أفعال سامى وعادل أصبح عنيف ! .. أحيانا توقعاتنا عن الناس تجعلهم فعلا كما توقعنا !
فى هذه التجربه إنسان عادى غير عنيف تحول إلى شخص عنيف بسبب توقع شخص !
هناك شئ فى علم النفس يسمى Behavioral Confirmation وهو نوع من أنواع Self-Fulfilling Prophecies التنبؤات المحققه لذاتها التى تقتصر على تصرفات البشر .
معاملة سامى لعادل أنه شخص عنيف جعلت منه فعلا شخص عنيف .. أعتقد إن الفكره أصبحت واضحه ؟!
لكن التجربه لم تنتهى بعد !
سامى خلص الامتحان والتجربة وذهب إلى حيث ذهب ، وظل معنا عادل فى التجربة .
دخل شاب اسمه راضى وجلس على الكرسى مكان سامى . وقال لهما المسئول قواعد المسابقه كما قالها فى الحالة الأولى .
لاحظ إن سامى ذهب إلى بيته ، سامى الذى قيل له أن عادل عنيف ذهب ولا يوجد فى الامتحان الان !
المسابقه أو الامتحان الان بين عادل وراضى .
لم يقل المشرف على التجربه أى شئ لراضى أم عادل !
بدأت المسابقه .. تحول عادل ! .. تحول من انسان وديع هادئ إلى وحش كاسر .. استخدم عادل مسدس الازعاج بشكل مبالغ فيه ، استخدمه بشكل عنيف ! .. سامى الذى اعتقد انك عنيف ذهب ! .. سامى الذى عاملك انك عنيف مضى الى بيته ! الان يوجد راضى وهو لا علاقه له بسامى ! ..
واضح أن معاملة سامى لعادل على انه شخص عنيف لم تجعل عادل عنيف ضد سامى فقط ! ، لا ، العنف كمل مع عادل واصبح عنيف مع راضى أيضاً ..
بتنبؤات شخص واحد لم يزيد العنف على الشخص الذى بدأ بالعنف فقط بل زاد العنف على اشخاص كثيره لا ذنب لهم ! .
التجارب العملية يجب أن تخضع لمبدأ وهو Control Experiment هذا المبدأ يعنى أنك لو قلت أن هناك شئ ما يسببه شئ آخر ، فلابد أن تقوم بالتجربه مع وجود الشئ والشئ الآخر ، وتعيد التجربه مع وجود الشئ وغياب الشئ الاخر الذى تقول أنت أنه السبب ، مثال لتوضيح الفكره : لو انك افترضت أن الزمالك يخسر قدام الأهلى بسبب فتح الله لاعب مع الفريق ، ليس معنى أن الزمالك يخسر دائما أمام الاهلى عندما يكون فتح الله لاعب مع الفريق تستنتج أن المشكله فى فتح الله ، لا ! ، يجب أن تنفذ مبدأ ال Control Experiment إنك تلعب الزمالك ضد الاهلى وفتح الله يلعب ، ومره أخرى تلعب الزمالك ضد الاهلى وفتح الله لا يلعب .. وتلاحظ ؛ إذا خسر الزمالك فى الحالتين فليست المشكله فى فتح الله بل المشكله فى شئ آخر عليك بالبحث عنه ! ، أما إن خسر فى حالة وجود فتح الله وفاز فى حالة عدم وجود فتح الله فهذا يعنى أن المشكله فى فتح الله . هذا ببساطه مبدأ ال control experiment .
فى تجربتنا السابقه ال control experiment هى أن تقوم بعمل نفس التجربه لكن تقول للأشخاص الذين مكان سامى أن عادل شخص متعاون ورائع ويحب الخير للجميع .
قاموا بإعادة التجربة وقالوا للاشخاص الذين فى مكان سامى أن عادل شخص متعاون وحبوب ولطيف ومتعاون .. وكانت المفاجأه !
الدنيا انقلبت ! .. التأثير كان ايجابى ! .. نسبة استخدام مسدس الازعاج ( مسدس الدوشه ) قلت بشكل غير عادى .. العنف قل .. بالرغم من وجود صراع فى المسابقه على من ينجز الامتحان أولاً .. إلا ان العنف خف بشكل غير طبيعى !
ونحن نتكلم عن العنف طبيعى أننا نتذمر الارهاب ! ، صناعة الارهابى يمكن ألا تكون بشخص متخلف عقلياً أو مريض نفسى أو حتى انسان مهووس بالجهاد ! يمكن لتوقعاتنا فقط أن تجعل من شخص ما ارهابى !
ممكن نكون بتوقعاتنا كل يوم نخلق ارهابيين ، ونحن لا نعلم ، والمصيبه الأكبر أن هذا الارهابى لا يكون ارهابى ضد الشخص الذى جعله ارهابى بل سيكون ارهابى ضد الجميع بل ضد المجتمع كله ..
فى سنة 2001 أمريكا أعلنت الحرب على الارهاب ، ودعونا نعتقد أن 1% فقط من الذين تم التعامل معهم على انهم ارهابيين لم يكونوا ارهابيين فى الحقيقه ، وهؤلاء بسبب التعامل معهم كإرهابيين أصبحوا ارهابيين .. ارهابيين على شعوبهم .. ليسوا ارهابيين فقط على من توقع انهم ارهابيين لا بل على شعوبهم أيضاً .. على شعوب لا ذنب لها فى هذا الارهاب !..
احذر من توقعاتك ! .. اعتقد حسن النيه على قدر الامكان ! .. اعتقد أن الناس أجمل وأفضل على قد المستطاع ! .. ممكن يكون مسارهم إنهم هيكونوا أشرار لكن أنت بتوقعاتك الايجابيه وبحسن النيه جعلت منهم أناس طيبين ومتعاونين وأخيار وصدوقين ..
فإحذر يا صديقى ففى يديك نار التوقعات !
ان اعجبك هذا المقال فى تبسيط العلوم يمكنك أن :
1- تابعنا على صفحتنا على الفيسبوك ” موسوعة تبسيط العلوم ” لكى يصلك كل ما هو جديد من موضوعاتنا
2- اشترك مجانا ببريدك الالكترونى فى القائمه البريديه وسوف نرسل لك المقالات الجديده دائما على البريد الالكترونى
3- ان كان لديك اى استفسار او سؤال او اى اقتراح يمكنك التواصل معنا عن طريق التعليقات